الهرم المدرج للملك زوسر تتميز جمهورية مصر العربية بالحضارة الفرعونية الرائعة والتي تركت خلفها معالم كثيرة جعلت من مصر إحدى الدول السياحية المميزة والمختلفة، فنجد الأهرامات الثلاثة بالجيزة بجانب المعابد الكبيرة والتماثيل الكثيرة، وما إلى ذلك من التحف والمواقع الأثرية، وسنتحدث في المقال التالي عن إحدى الأهرامات المميزة وهو الهرم المدرج التابع للملك زوسر.
الهرم المدرج للملك زوسر
يعرف الهرم المدرج باسم هرم زوسر أو هرم سقارة، وهو معلم أثري مميز
تابع للحضارة الفرعونية والذي يقع في جبانة
بسقارة شمال غرب مدينة ممفيس القديمة، ولقد تم بناء الهرم في القرن السابع
والعشرين قبل الميلاد من أجل دفن جثمان الملك زوسر ولقد أشرف الوزير إمحوتب على
تشييد الهرم.
يعد هذا الهرم فريد من نوعه فهو أول هرم يتكون من ست مصاطب فوق بعضها
البعض، ويعد هذا الأمر تطوراً كبيراً فيما يتعلق ببناء القبور، حيث كانت القبور
تقتصر على مصطبة واحدة في المعتاد، يصل ارتفاع هرم زوسر المدرج إلى اثنين وستين
متر ويعادل اثنين فاصل ثلاثة قدم.
إن هرم سقارة مغطى بطبقة من الحجر الجيري الأبيض المصقول، ولهذا السبب
فهرم زوسر هو أول هرم يبنى من الحجر، مع الأخذ في الحسبان أن الحوش المعروف باسم
جسر المدير تم بناؤها قبل بناء الهرم ذاته.
وصف تمثال الملك
زوسر
إن الملك زوسر هو مؤسس الأسرة الثالثة
الفرعونية وهو صاحب الهرم المدرج المتمركز في سقارة، ويعرف الهرم بالمقبرة ذات
الطوابق المتعددة، ومن الجدير بالذكر أن تمثال الملك زوسر كان متواجد في مقصورة
صغيرة تعرف باسم السرداب، ويتمركز التمثال في شمال شرق الضريح كي يتمكن الملك من
الالتحاق بعالم الأحياء بعد العودة للحياة مرة أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أن الغرفة كانت مختفية
بصورة تامة، ولكن تم العثور عليها ضمن مجموعة الملك زوسر الجنائزية والتي يرجع
تاريخها إلى الأسرة الثالثة الفرعونية في عصر الدولة القديمة.
ويتواجد التمثال في الوقت الراهن في المتحف المصري وهو النسخة الأصلية
من التمثال أما فيما يخص التمثال المتمركز، بجوار الهرم فهو نسخة مقلدة منه، ويمثل
التمثال الملك زوسر وهو جالس بجانب ارتداؤه لغطاء الرأس المعروف باسم النمس، وهذه
هي المرة الأولى التي يتم فيها نحت ملك مرتدياً غطاء الرأس فوق الباروكة، إذ كانت
العادة ارتداء أحدهما وليس الاثنين معاً.
يظهر التمثال الملك زوسر بذقن طويلة مع رداء طويل يعمل على إخفاء
معالم جسم الملك زوسر كي لا يظهر النحات تفاصيل جسد الملك، ولقد وضع النحات يد
الملك اليمنى فوق قلبه أما اليد اليسرى فهي مبسوطة على إحدى ركبتيه.
يمكن أن يلاحظ الشخص في حال التركيز على جسد التمثال أن عيون التمثال
قد أصابها نوع من أنواع الكسر جراء لصوص المقبرة معتقدين بأن الملك لن يراهم الأمر
الذي يحول دون التعرف إليهم.
وتجدر الإشارة إلى وجود ألقاب الملك زوسر على جوانب التمثال فاللقب
الأول هو نسوبيتي وتدل على ملك مصر العليا والسفلى وبجانب الاسم رمز للإلهتين واجت
ونخبت، وعرفت الإلهتان باسم السيدتين ليشير الاسم كاملاً غلى المنتمي للسيدتين.
أما فيما يتعلق بالاسم الثاني التابع للملك زوسر وهو الجسور تم
اكتشافه في عصر الدولة الوسطى وتمت ترجمته إلى الجسد المقدس.
بم تفسر تسمية هرم سقارة بالهرم المدرج
تتعدد أسماء هرم الملك زوسر من هرم زوسر نسبة إلى دفن جثمان الملك
زوسر داخل الهرم، ويعرف الهرم باسم هرم سقارة نظراً لبناء الهرم في منطقة جبانة
بسقارة.
أما فيما يتعلق بتسمية الهرم باسم الهرم المدرج فهذا بسبب شكل الهرم،
إذ يتكون من ست مصاطب فوق بعضها البعض تشبه الدرج إلى حد ما.
إرسال تعليق